📕سلسلة دروس📕
📖 العلاج بالقرآن الكريم 📖
الدرس الأول (1⃣)
الجزء 1⃣⤵⤵⤵⤵⤵⤵
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
➖➖➖➖➖➖
أما بعد حياكم الله جميعا إلى دروس سلسلة العلاج بالقرآن الكريم واسأل الله أن ينفع الجميع بهذه السلسلة المتواصلة والتي أرجوا من الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم
إخواني الكرام بلا شك نحن خلقنا في هذا الوجود لغاية واحدة فقط. والله عز وجل خلقنا لها ماهي هذه الغاية هل من المعقول أن تكون واحدة فقط. هل كل هذا العالم والخلق والبشر خلقوا من أجل غاية واحدة وشيئا واحدا ما هو هذا الشيء هل من المعقول أن هذه الغاية عظيمة لهذه الدرجة ، تساؤلات كثيرة يسألها البعض وربما ينشرها الأغلبية ولا يفهم معناها الحقيقي تأمل معي هذه الآية الكريمة يقول الله فيها (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) فهمت ما الغرض من خلقنا يعني الله عز وجل خلق هذا الإنسان لكي يعبد الله فقط ليس له أي مهمة أخرى فبالعبادة يرتقي الإنسان وبالعبادة يسمو وبالعبادة يبعد عنه كل شر بالعبادة تكون أيها الإنسان ملكا لك هيبة ورفعة ومكانة في قلوب الناس
. بالعبودية نحن أحرار بعكس كل العبوديات سبحان الله العظيم بعبوديتك لله تكون حرا وبعبوديتك لغير الله تكون مهان
أخي المسلم أختي المسلمة . يقول البعض كلنا نعبد الله نعم كلنا نعبد الله ولكن هل هذه العبادة خالصة لله حسب القانون الذي أنزله الله لنا في كتابه فقال (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) أم هناك ما يشوبها من الشركيات أو من صرف العبادة لغير الله تعالى كم من الناس تجده يصلي مثلا ولكن ينقص في صلاته إما بتأخيرها أو بنقص شروطها وأركانها وتجده يصلي ولكن لا تجد فيه تطبيق قانون الصلاة الذي قال الله في (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) الصلاة ماذا تعمل . تنهى عن الفحشاء والمنكر سنتكلم لاحقا عن الفرق بين العمل الصالح والعمل الحسن فالذي يصلي مثلا لكنه يستمع للأغاني ويشاهد قنوات ويلهوا ويلعب فهذا يعتبر عمل حسنا فقط والله يقول (والعمل الصالح يرفعه) إذا لا يمكن للصلاة أن تنهاك عن الفحشاء والمنكر إلا إذا أديتها بكامل الخشوع والأركان . هل عرفت الآن الفرق فكيف هي صلاتك قف وتأمل .
–––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––
إخوتي الكرام إخلاص العبادة لله تعالى أمرا واجب وضروري لاستكمال بنود الحياة الطيبة التي تكلم عنها القرآن (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) وأيضا قال (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ)
تأمل معي هذه الآيات وانظر بتمعن هل يمكن لأحد اتبع هدى الله حق الاتباع هل يعقل أنه سيعيش الخوف والحزن والقلق والوساوس والشعور بعد الراحة أبدا لا يمكن.
القانون الإلهي يقول ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وأيضا ( فلا يضل ولا يشقى )
فكر أخي وتأملي أختي القرآن الكريم خير دواء لمن بلي بداء الغفلة والانشغال بأمور الدنيا وأشغلته الدنيا بحطامها القرآن الكريم الذي سنتحدث عنه في كل دروسنا بدأنا الآن نقرأ منه آيات ونتأملها وكأننا أول مرة نعرف معناها ولو أننا كنا نعرف لماذا . هل تعرف ماذا يقول الله في هذا الباب.
( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) لماذا لم يقل تنفع المسلمين أو تنفع الناس . لا فإن الذكرى لا ينتفع بها إلا المؤمن فقط الذي يعرف حقيقة الإيمان أما الغافلون والذين لم يعرفوا حقيقة العبودية وكل همهم فقط الأكل والشرب ومتاع الدنيا ماذا قال الله عنهم هل يمكن لك أن تتصور ماذا قال
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَٰفِلُونَ)
أخي الكريم أختي الكريمة . تأمل جيدا . الوصف الذي وصف الله به الغافلون وشبههم بالأنعام بل أضل من الأنعام.
إذا كما ذكرت لكم العبودية تجعل منك رجلا وتجعل منك ملكا كريما معززا عند الله عز وجل وعند ملائكته الكرام كلما زادت عبوديتك لله زاد الله قربا منك وحماية لك .
أخي الكريم في هذا الدرس البسيط أردت أن تصل إليك معلومة مهمه وأرجوا أنها وصلت أنت تعلم الآن أنك كلما عبدت الله حق العبودية ولم تلوث عقيدتك بشي من الشركيات أو من البدع والمنكرات فحتما ستحيى الحياة التي تكلم الله عنها في القرآن الكريم
(مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
هذه الآية التي تتحدث أنك إذا عملت عملا بشرط يكون صالحا سواء أنت من الذكر أو الأنثى ليس هناك شرط أن تكون رجلا أو تكون امرأة وليس هناك شرط أنك تكون أبيض أو أسود أو شرط أن تكون غنيا أو فقيرا. ولكن الشرط الوحيد الذي ذكر في الآية وهو مؤمن. قف وراجع معي الآية وهو مؤمن فقط. لو كان الله تكلم فقط وقال من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة. بدون أن يذكر الشرط. لكان حقا على الله أن يحيينا حياة طيبة ولو كنا غير مؤمنين لكنه ذكر الشرط الوحيد وحدده " وهو مؤمن " فكيف ننتظر الحياة الطيبة ونحن لا نعمل الصالحات وأيضا ليس في قلوبنا إيمان حقيقي . والدليل أننا نطمع خلف الدنيا وشهواتها ونتعب من العبادة ونتذمر من الصلاة وإذا دخلنا مسجد مثلا نستعجل ونصيح على الإمام لماذا لا يقيم الصلاة . ونهرب من مسجد إذا كان الخطيب يطول في الخطبة ونتعذر عن حضور دعوة لمحاضرة دينية ونفرح ونستأنس إذا جاءتنا دعوة زفاف أو مهرجان أو حفل إذا قرأنا القرآن نحدد له وقت وإذا قرأنا مقالات ومحادثات نتفحص حروفها ولا نتعب !
كيف نقول نحن مؤمنين نحن لم نصل إلى مرحلة الإيمان الذي سنتكلم عنه لاحقا بإذن الله.
أخوتي الكرام تأملوا الآيات السابقة وفكروا في معانيها لعل قلوبنا ترجع إلى علاجها الصحيح .وتذكروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة )
لناء لقاء آخر بإذن الله نكمل فيه بقية الدرس والغرض من ذلك أن نستشعر عظمة الخالق ونوحد عبوديته ونخلص له ولا نتعلق بأحد سواه وسنتطرق إلى ذكر بعض القصص والأخبار المستوحاة من التاريخ
وقبل الختام .أذكر نفسي وإياكم بصالحات الأعمال وتقوى الله عز وجل فهي السفينة الوحيدة التي من ركب عليها نجى بأمر الله وإياكم ومحقرات الذنوب
اسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بهذا الإسلام والمسلمين وأن يجعلنا من عباده المخلصين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🖍
تم بحمد الله الجزء الأول من الدرس الأول من سلسلة العلاج بالقرآن الكريم
اخوكم : المدرب / أبو سهيل الادبعي
تعليقات
إرسال تعليق