🔰سلسلة دروس 🔰
📖العلاج بالقرآن الكريم📖
الدرس :1⃣
الجزء: 2⃣
⤵⤵⤵
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوتي الكرام : أهلا ومرحبا بكم إلى درس جديد من دروس سلسلة العلاج بالقرآن الكريم والذي أرجوا من الله الكريم أن ينفع به الإسلام والمسلمين ويجعله في ميزان حسناتنا أجمعين
وصلنا وإياكم في الدرس الماضي إلى أن تبين لناء حقيقة الإيمان إجمالا فقط وذكرنا أمثلة توحي أننا لم نستكمل الإيمان
====================================
في هذا الدرس سنتكلم عن الإيمان وكيف نفهم الإيمان وما أهميته وهل له علاقة بين ما يحدث بنا وبين استكماله وسنقيس بالمقياس الذي يمكن لنا أن نعرف من خلاله مدى تمسكنا بهذا الإيمان
-------------------------------------
والإيمان هو الحقيقة الكبرى في هذا الوجود من أجلها خلق الله الخلق وبعث الأنبياء وأنزلت الكتب: ووضع القوانين حيث قال مؤكدا لذلك (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [الأنبياء:25].
والإيمان هو ميدان الصراع بين الحق والباطل، وأوذي وفتن من أجله المؤمنون ولم يسلم من التهديد والمطاردة في سبيله المرسلون: تأمل معي ماذا قال الله عن ذلك ( ألــم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين [العنكبوت:102-103].
➖➖ ➖➖
وقال تعالى: (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد) [إبراهيم :13-14].
راجع معي الآية وتمعن فيها يبدوا في ظاهرها أن الذي يؤمن ويستكمل الإيمان لابد له أن يصاب بالأذى من قبل الناس ومن حوله فالكفار قالوا لرسلهم سوف يخرجونهم من أرضهم أو يعودوا في ملتهم . إجبار وقانون أقامه الكفار على من آمن بالله واتبع دين الحق وكم مثله في زماننا الحاضر
. لكن تابع معي الآية تتحدث عن التغييرات التي ستحدث مؤخرا لكلا الفريقين. الله طمئن المؤمنين أنه سيهلك الظالمين . وأيضا قف معي وتأمل في بداية الآية قال الذين كفروا وفي بداية الخبر من الله تعالى قال لنهلكن الظالمين . فتأمل معي كيف تم تغيير المسمى من كفار إلى ظالمين.
سنتحدث وإياكم حول ذلك لاحقا .
🔅
كما قلت لكم ستحدث تغييرات . الله سيهلك الظالمين ويسكن الذين ءامنوا الأرض ولكن من قال من بعد ذلك يعني من بعد إهلاك الظالمين ولكن جاء الشرط الوحيد (لمن خاف مقامي وخاف وعيد) هنا يكمن السر فإذا كنت ممن يخاف الله عز وجل ويخاف وعيده سيمكنك الله من العيش في هذه الأرض بطيب الحياة ويهلك كل من عاداك وكل من اعترض مسيرتك . بشرط تعمل الشرط الذي قاله لك .
-----------------------------------
وهنا أيضا تفكر معي في هذه الآية التوحيد والإيمان مازال محل تذكير الآباء للأبناء حتى حضور الموت يعني لابد علينا جميعا أن نوصي بهذه الوصية كل أبنائنا وبطريقة دعوية تحدد لهم إلى أين تصرف العبادة ولمن يصرفها
.
( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله ءابائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) .
------------------------------------
الإيمان الحق هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان الحق هو التصديق الجازم بعالمي الغيب والشهادة، وإذا تساوى الناس في الإيمان بعالم الشهادة، وهو ما يشاهدونه حاضرا بأم أعينهم تفاوتوا في الإيمان بالغيب الذي غيبه الله عن أنظارهم وحواسهم في هذه الحياة، وأخبرهم عنه خبر صدق في كتبه المنزلة وبواسطة أصدق خلقه من أخبار الأمم الماضية وأهوال يوم القيامة وأشراط الساعة ونحوها. تجد الآن من ينكر عذاب القبر مثلا ونعيمه وتجد من يقول لك أن ليس هناك جنة ونار وغير ذلك من التخبطات التي تحصل لدى ضعاف الإيمان .
هنا يتفاوت الناس حسب إيمانهم، فمنهم من يؤمن بها كأنه يراها رأي العين، ومنهم من يجحد وينكر، وما يجحد بآيات الله إلا الظالمون، ومنهم من يبقى شاكا مترددا فإن لم يرد الله به خير ويهديه للإيمان عاش معذبا في هذه الحياة، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى...نسأل الله السلامة والعصمة.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: ((لا يا ابنة الصديق ولكنهم يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم
راجع معي هذا الكلام الذي يندرج تحته حقيقة الإيمان والتسليم والانقياد والطاعة يتجسد فيه مظاهر التوحيد والإيمان .
==============
بالله عليك كيف حالنا اليوم . نصلي ونخرج من الصلاة ولا ندرك كم صلينا هل لصلاتنا أثر اللهم عفوك ورحمتك بنا
قال سفيان بن عيينة: كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض هؤلاء الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه.
▪▪▪▪▪▪
إخواني الكرام تأملوا معي جيدا هذا الكلام ولا أطيل عليكم فخير الكلام ما قل ودل وانت وأنا وهو . لابد أن نستشعر ونعي معنى التوحيد والإيمان الحقيقي الذي ينجيك الله به من شرور الأعداء والشياطين ونحن مازلنا في الدرس الأول أخاطب نفسي وإياكم أن تركزوا جيدا حول ما أقوله لكم وهذا فقط اختصار شديد وهناك المزيد الذي لم نتكلم عنه حول هذا المجال فقط .
وكما قلت لكم مازلنا في الدرس الأول ولكي تستفيد من الدروس اللاحقة التي شاهدتها في مقدمة الإعلان الذي تم نشره قبل أيام يجب عليك الإلمام بهذه الكلمات والتفكر فيها وأيضا البحث عن مصادر تحكي نفس هذا المجال لكي تتزود بما يفيدك في الدنيا والآخره .
➖➖➖➖
لنا لقاء آخر بإذن الله يوم غدا في الدرس الثاني
➖➖➖➖➖➖
اسأل الله تعالى برحمته وفضله أن يهدينا جميعا وان يصلح أعمالنا ويرزقنا الإيمان والإخلاص والصبر عليهما
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
انتهى الجزء الثاني والأخير من الدرس الأول من سلسلة دروس العلاج بالقرآن الكريم
✍ الفقير الى الله / أبو سهيل الأدبعي
تعليقات
إرسال تعليق