🔰سلسلة دروس 🔰.
📖العلاج بالقرآن الكريم 📖
الدرس الثالث
⤵⤵⤵⤵⤵⤵⤵⤵
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أهلا ومرحبا بكم إخوتي الكرام في الدرس الثالث من دروس سلسلة العلاج بالقرآن الكريم
بعد أن تكلمنا وإياكم في الدرس الثاني عن الشرك وخطرة وصوره المنتشرة سنتحدث وإياكم اليوم عن الإخلاص وليتكم تقفون عند كل كلمة وتتفكرون فيها لكي تستوعبون الموضوع والمادة المطروحة بشكل كبير
لماذا نتكلم عن الإخلاص وهل صحيح نحن أحيانا لسنا مخلصين ومنهم المخلصين ولماذا الشيطان استثنى من عباد الله المخلصين فقط. كل هذا وأكثر سنتناوله اليوم فأهلا ومرحبا بكم مرة أخرى
=====================================================
أخواني المشتركين أخواتي المشتركات مما لا شك فيه أننا يرتابنا أحيانا الرياء أو نتخذ العبادة مثل العادة يعني متى ما نودي للصلاة صلينا فقط ولم نفكر أصلا بالإخلاص فيها. ومتى ما جاء رمضان صمنا مع الناس الصائمين وكأننا نصوم عادة وليست عبادة. مثلا نزيل الأذى عن الطريق ونقول نحن من عاداتنا أن نزيل الأذى عن الطريق ولم نفكر أصلا أنه عمل يبتغى به وجه الله ويجب علينا الإخلاص فيه. تعالوا بنا لنعرف ما هو هذا الإخلاص وما تعريفه
تعريف الإخلاص لغة واصطلاحا .
التعريف لغة: مشتق من خَلَص، بفتح الخاء واللام خلص يخلص خلوصاً وإخلاصاً، وهو في اللغة بمعنى صفا وزال عنه شوبه إذا كان في الماء أو اللبن أو أي شيء فيه شوب يعني تغير لونه بشيء يشيبه أي يغيره فقمت وصفيتَه أخرجت هذه الشوائب التي لوثته فيقال: إنك أخلصته يعني صفيته ونقيته استعير
وفي الاصطلاح: أن الإخلاص يكون بتنقية الأعمال من الرياء ومن الشرك ونحو ذلك .
وذكر عدة تعريفات اصطلاحية من أشهرها قال -رحمه الله تعالى-
ـ «قيل الإخلاص: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة» ـ وقيل: (هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين)، أن الإنسان يصفي أعماله عن نظر الناس إليه إنما أنت تعبد الله - عز وجل- وتراقب الله- سبحانه وتعالى .
وقيل هو( استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن )، أي أن العبد يخلص نيته لله - عز وجل- في باطنه وقت ذلك في الظاهر أن يكون همه وقصده ابتغاء وجه الله - عز وجل
ما هو التعريف الدقيق للإخلاص ؟
ـ أن يقصد المسلم بأقواله وأفعاله وجه الله - عز وجل- فيرجو الثواب ويخشي العقاب
ـ أن يكون همه وقصده وجه الله تعالى وهذا مصداق لقول الله تعالى {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى } [الليل: 20
ـ وأن ينال رضا الله - عز وجل- وأن يحظى بالثواب من الله - عز وجل
ـ بصرف النظر عن المخلوقين فلا يهمه ثناء الناس عليه بل يهمه ثناء الخالق
ـ أن يصلح ما بينه وبين الله وأن ينقي سريرته وعلانيته ويجعلهما كلهما خالصتين لله - عز وجل-
لـينال رضا الله - عز وجل- وأن يحظى بالثواب من الله - عز وجل- بصرف النظر عن المخلوقين فلا يهمه ثناء الناس عليه بل يهمه ثناء الخالق .
أكتفي بهذه التعريفات أخوتي الكرام وانتقل وإياكم إلى أدلة الإخلاص هل هناك أدلة من القرآن على الإخلاص
الإخلاص ورد في القرآن الكريم كثيراً ومما يدل على عظمه وأهميته أن الله - عز وجل-
ذكره في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعاً فيها عن الإخلاص، بتصريفاته أخلص ويخلص ويخلصون، المخلصين
===================================================
وورد الإخلاص في كتاب الله - عز وجل- في عدة نواحي وسنذكر لكم منا ما يلي :
أولاً:
تكلم الله عن الإخلاص وأهميته في مجال التوحيد والعقيدة الصحيحة فقال الله - عز وجل- { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } [الزمر: 3] الدين الخالص المخلص لله - عز وجل- ليس له شريك ولا نظير سبحانه .
ثانيًا:
أمر الله بالإخلاص في جميع العبادات فقال الله تعالى{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [البينة: 5] وقال- عز وجل-{ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} [الزمر: 4].
ثالثا:
أمر الله بالإخلاص في كتابه عند الدعاء فقال - عز وجل- {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 14] فادعوا الله مخلصين: حالة كونكم مخلصين لله - عز وجل- .
رابعًا:
جعل الإخلاص سبباً في دخول الجنة فقال الله - عز وجل- { إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ ، فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ ، فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }[الصافات: 40، 43]
خامسًا:
ذكر الله الإخلاص وجعله منجاةً من الشيطان وغوايته فإن الشيطان لا شك أنه يغوي بعض عباد الله لكن من كان مخلصاً لله - عز وجل- لا يستطيع عليه الشيطان، مصداق ذلك في قول الله تعالى: {وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ } [الحجر: 40:39] كما أشرت لكم سابقا لماذا الشيطان استثنى هذا الصنف من عباد الله . هو يعلم أنهم ما عبدوا الله ليقال لهم انتم عبّاد ولا ليقال لهم أنتم فقهاء وأئمة بل عبدوا الله إخلاصا لوجهه الكريم . هل فكرنا يوما في جميع عباداتنا ومعاملاتنا أنها لوجه الله تعالى أم نعملها عادة أو نعملها حياء من الناس ...
جانب مهم سأذكره هنا خاص بالأخوات الكريمات المتزوجات .هل بطاعتك لزوجك في الأوامر التي يقول لك بها (وطبعا الأوامر على نهج الكتاب والسنة ) هل تنفذين أوامره طاعة لله وطاعة له بطيب نفس وإخلاص واحتساب الأجر من الله عز وجل ؟ أم تنفذين أوامره وتمتنعين عن ما يمنعك منه خوفا منه أو تنفيذا للقانون القبلي أن المرأة في طاعة زوجها . كل واحدة تراجع حسابها في هذا الجانب .
مثلا لو زوجك متدين ومنعك من الأغاني ومن حضور الحفلات التي فيها أغاني ومن مشاهدة المسلسلات التي بليت بها كثير من البيوت إلا من رحم الله.ومنعك من استعمال بعض أدوات التجميل التي يكون فيها ضرر عليك وعدم جواز من الشرع .
ماذا سيكون جوابك تجاه هذه القوانين التي وضعها لك زوجك . سأجيبك عنها بصورتين كما ذكرت آنفا
أولا لو امتنعتي عنها ونفسك راغبة فيها وعدم فعلها هو الخوف من الزوج وتنفيذ القانون القبلي المرأة في طاعة زوجها . فأنا أقول والله اعلم أنه لن يثيبك الله على ترك تلك المحرمات لإنك بالأساس ما تركتيها طاعة لله .
ثانيا لو تركتيها في حال وجود زوجك فقط وعند غيابه تفعلين ما طاب لك فلا شك ستدخلين ضمن الذي قال صلى الله عليه وسلم عنهم في الحديث (..... إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) وسيضاعف عليك الوزر والذنب لأنك خالفتي القوانين الإلهية .
كل واحدة تراجع نفسها . وكلنا ذوو خطأ وليس العيب أن نخطئ ولكن العيب الاستمرار فيه . انتهى .
ومثله تماما في جانب الرجال كما ذكرت في جانب الأخوات الكريمات .
أخوتي الكرام .
السنة فيها كثير من الأحاديث التي تحثنا على الإخلاص فهو أصل كل عمل وسنذكر لكم منها ما يلي ؟
قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الله لايقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه) وهذا مصداق لقول الله تعالى { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَد } [الكهف: 110].
ـأيضاً أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نخلص لله - عز وجل- عند الدعاء لا سيما عند الدعاء للميت، عند الصلاة عليه في صلاة الجنازة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء) [رواه أبو داود بإسناد حسن]
ـ وأيضا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه) وهذا يدل على أهمية النطق بالشهادتين بإخلاص . ولذا جاء في الحديث الآخر قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة إذا اجتنبت الكبائر)
ولا يوفق للإخلاص إلا من كان مطيعاً لله - عز وجل- و العصاة والمصرين على الذنوب والكبائر قد يصرفوا - وكم من إنسان عند الموت حاول أن ينطق الشهادتين فلم يتمكن لسانه من النطق بها والله - عز وجل- يقول: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ }[الأعراف: 146]
ـ (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ) لا هجرة من مكة إلى المدينة بعد فتح مكة؛ لأن مكة صارت بلد إسلام فلا يهاجر منها ولكن جهاد ونية، إن العبد يشتغل بالجهاد ويشتغل بالنية لله -سبحانه وتعالى.
ـ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن أقواماً خلفنا ) وفي رواية (خلَّفنا بالمدينة ما سلكنا وادياً ولا شعباً إلا وهم معنا حبسهم العذر) رواه مسلم، هذا الحديث يدل على أن المؤمن إذا نوى العلم مخلصاً لله - عز وجل- وحبسه عذر عن القيام به فإنه يؤجر عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم- (إلا كانوا معكم) أي يؤجروا مثلهم وهذا يدل على فضل الله - عز وجل- وأنه يعذر الإنسان وهذا – حقيقة - فيه توجيه وفائدة لمن ابتلاه الله - عز وجل- بمرض أو عذر فإنه يحمد الله - عز وجل- ويصبر ويحتسب ولا يتحسر لأن الله عز وجل- يعذر الإنسان وهذا –حقيقة- فيه توجيه وفائدة لمن ابتلاه الله - عز وجل- بمرض أو عذر فإنه يحمد الله - عز وجل- ويصبر ويحتسب ولا يتحسر
ـ ينبغي للإنسان الحرص كل الحرص على سؤال الله - عز وجل-
الإخلاص وعدم التساهل في هذه الأمور ويسأل الله - عز وجل- حسن الخاتمة بأن الله -
عز وجل- يوفق الجميع للطاعات ويختم لهم بخير .
ما هي الوسائل المعينة علي الإخلاص ؟
الوسائل كثيرة لكن أود أن أستهل بحديث: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) هذا الحديث يدل على أن الإنسان محاسب ومسئول عن نيته وعمله فينبغي أن يكون المسلم حريصاً على نيته
يقول الإمام القرطبي: في هذا الحديث الاعتناء بحال القلب وصفائه لتصحيح مقاصده
وتطهيره
والوسائل المعينة على الإخلاص هي :
أولاً:
مجاهدة النفس فينبغي مجاهدة النفس ومصابرتها لتنقاد مع المخلصين؛ لأن النفس أمارة بالسوء ويقول يوسف بن أسباط: تخليص النية من فسادها أشد
على العاملين من طول الاجتهاد..
ثانيًا:
ملازمة تقوى الله - عز وجل- { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ }[الطلاق: 3:2] وقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-( من أكرم الناس فقال: أتقاهم) والتقوى -بإذن الله تعالى- تكون حافزاً وسبباً للإخلاص. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) فينبغي للإنسان أن يحرص على التقوى والتقوى -بإذن الله تعالى- تكون حافزاً وسبباً للإخلاص.
ثالثاً:
استحضار عظمة الله -سبحانه وتعالى- وأنه مطلع عليك في كل وقت واعلم علماً يقينياً أن الله - عز وجل- يعلم خائنة الأعين وما تخفي .
رابعاً:
الحرص على نيل الأجر من الله -سبحانه وتعالى- والإكثار من الحسنات؛ لأن الله تعالى يقول: { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى }[الضحى: 4] وقال:{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }[الشورى: 20] . وليس المقصود بالزهد أن الإنسان يقتر على نفسه ولكن أن يتخفف من كثير من الأمور التي فيها ترف أو من الأمور الكماليات التي يسميها البعض الفضوليات
خامساً:
كثرة الدعاء والإلحاح على الله - عز وجل- أن يجعلك من المخلصين وأن يرزقك الإخلاص دائماً في القول والعمل ولذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
سادساً:
أن يعود المسلم نفسه على العبادات التي لا يطلع عليه أحد وهو يقوم بها مثل قيام الليل والصيام لأنه سر بين العبد وبين الله - عز وجل- لا يعلمه إلا الله ولذلك يقول الله – عز وجل- ( إلا الصوم فإنه لي )
===================================================
ماهي علامات الإخلاص عند طالب العلم ؟
أولاً: الحرص والجد في طلب العلم: فلاشك أن تلك قرينة من قرائن الإخلاص.
ثانيًا:الحرص على الحفظ والفهم
ثالثاً: عدم الاقتصار على المنهج المقرر: والتوسع في المادة العلمية وجمع المراجع .
رابعاً: الحرص على السؤال عما أشكل عليه: لأن الأسئلة - كما قيل- مفاتيح العلم وقيل للشعبي: بم حصلت هذا العلم؟ قال بلسان سؤول وقلب عقول.
خامساً:ملازمة مجلس العلم والحرص على التبكير: في الحضور لمجلس العلم. الحرص على التبكير في الحضور لمجلس العلم النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (بورك لأمتي في بكورها ) [رواه الترمذي من حديث صخر بن وداعة الغامدي
سادسا :الحذر الحذر من أن نريد بعلمنا الدنيا، بل نقصد ما عند الله تعالى :والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله - عز وجل- لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) [رواه أبو داوود وابن
ماجة] عرف الجنة هو ريحها الطيب أيضاً يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا يتخير به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار)
ما هي ثمرات الإخلاص؟
الإخلاص له ثمرات وفوائد كثيرة:
أولها: ابتغاء وجه الله - عز وجل-: الإنسان المخلص يبتغي وجه الله بأعماله ويحقق قول الله تعالى { إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى }[ الليل: 21] .
ـ الإخلاص أساس لقبول الأعمال: مع المتابعة والاقتداء { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } [الكهف: 110] .ـ
الإخلاص سبب في قبول الدعاء :من كان مخلصاً فإنه -بإذن الله تعالى- يستجاب دعاؤه .
ـ الإخلاص يرفع منزلة المسلم في الدنيا والآخرة: فعباد الله المخلصين لهم المحبة والمنزلة العالية في الدنيا ولهم الأجر والثواب عند الله في الآخرة .
ـ الإخلاص يحقق الطمأنينة في الدنيا ويشعر بالسعادة :لأنه يبتغي وجه الله - عز وجل-
ويرجو ما عنده ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن جعل الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر الله له)
ـ الإخلاص منجاة من الشدائد والهموم والمصائب:
مثال ذلك: قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار فانطبقت عليهم الصخرة فقال كل منهم: ادعوا الله بخالص أعمالكم ولذلك قال تعالى { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عملا}[الملك: 2
قال الفضيل بن عياض: يعني أخلصه وأصوبه فالله - عز وجل- طلب من عباده من كان أحسن عملا
وكما في قصة عكرمة بن أبي جهل -رضي الله عنه:
- كان مشركاً فلما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة أهدر دمه مع من أهدر من المشركين ففر عكرمة خوفاً من أن يقتل وركب البحر وسلم- مكة أهدر دمه مع من أهدر من المشركين ففر عكرمة خوفاً من أن يقتل وركب البحر: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم قال عكرمة بن أبي جهل مع أنه في ذلك الوقت كان مشركاً: والله لئن لم ينجني من البحر إلا الإخلاص فلا ينجيني في البر غيرها اللهم إن لك عهداً عليّ إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً حتى آتيه وأضع يدي في يده فلأجدنه عفواً كريماً فنجاهم الله - عز وجل- ورست السفينة إلى البر ورجع عكرمة من البحر إلى مكة وبايع النبي -صلى الله عليه وسلم وأسلم وحسن إسلامه- والحديث هذا ثابت في سنن النسائي - واشترك في قتال المشركين في معركة اليرموك وذكروا أن عكرمة لما دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فرح وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (مرحباً بالراكب المهاجر ) فالنبي -صلى الله عليه وسلم-
أعطاه وصف الهجرة وأعطاه أنه جاء راكباً وهذا من تأليف قلوب هؤلاء وطلب النبي -صلى
الله عليه وسلم- من الصحابة أن يكفوا عن سب أبيه يعني من باب تطييب خاطره وتحت القانون الإلهي حيث قال الله { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }[الزمر7 ]
-----------------------------------------------------------------------------------------
أحبتي في الله أطلت عليكم اليوم في هذا الدرس ولكن هو المهم والأهم فبالإخلاص ينجوا العبد من نكبات وأزمات العقيدة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية بالإخلاص يثمر المجهود وتنال مبتغاك من عند كريم غفور
كثير من الناس في زماننا يعملون أعملا ربما هي حسنة وربما صالحة ولكن ينقصها الإخلاص ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَٰهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) راجع وتفكر معي أخي المسلم كيف الإخلاص في عملك كيف تقوم بأعمالك الوظيفية والإدارية والمنزلية بغض النظر عن الإخلاص في العبادة فلو كنت تجيد هذا لأجدت في ذلك .
------------------------------------------------------------------------------
أحبابي الكرام . تنويه مهم . هذه المجموعة عنوانها العلاج بالقرآن الكريم وربما البعض دخل لأجل العلاج فقط لإنه تعب من المستشفيات وغيرها ووجد العنوان مشوقا فبادر
والبعض دخل من أجل مسابقة ولأجل الفوز بالجائزة ويتعب ويركز فقط لأجل الحصول على المال حسب معتقده وهنا نقول لكم إذا كانت نياتكم كذلك ارجوا منكم تغييرها والدخول في هذه المجموعة بإخلاص لله وحده وابتغى الأجر منه فإذا وجهت نيتك ودخولك لوجه الله فالله سيؤتيك مبتغاك في الدنيا والآخرة ومن دخل لأجل العلاج فقط ثم إذا قضى وطره تركها فعليه أن يعيد النية في سبب دخوله هذه المجموعة . فأنا كتبت عنوانها العلاج بالقرآن الكريم ولم أخصص مرضا محددا ولم أقل الرقية الشرعية فقط بل سنعالج جميع الأمراض التي تصيب العبد في دينه وجسده وروحه
أحبتي في الله لنا لقاء آخر بإذن الله في درس آخر يرجى الاستفادة والتطبيق العملي في حياتك اليومية
اسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تم بحمد الله الدرس الثالث من دروس سلسلة العلاج بالقرآن الكريم
✍ الفقير إلى الله / أبو سهيل الادبعي
تعليقات
إرسال تعليق